جد الشرطي الشهيد وعمه لـ «أخبار الخليج«:
كشف جد وعم الشرطي الشهيد ماجد أصغر علي عن تفاصيل استشهاده، وقالوا إن ماجد لم يمت داخل السيارة، ولا بسبب احتراقه بنيران المولوتوف فقط، وإنما بسبب الاعتداء عليه، بعد خروجه من السيارة والاعتداء عليه بوحشية، وأنه نتيجة الضرب المبرح نزف من أذنيه وفمه وأنفه، وإن الدماء لم تتوقف بعد وفاته، واستمرت حتى لحظة دفنه. جد الشرطي الشهيد يدعى أحمد مراد محمد رند، وقد جاء إلى البحرين في عام 1959 أي منذ حوالي 49 عاما، وقد عمل شرطيا بوزارة الداخلية حوالي أربعين عاما، كما عمل زوج ابنته وهو والد ماجد شرطيا مدة 27 سنة. وسط حالة الحزن والأسى التي يعيشها جد الشرطي الشهيد خرجت الكلمات بتأثر واضح، وقال: نحن لا نعرف لنا بلدا إلا البحرين التي أحببناها وأعطتنا الكثير وإذا كان حفيدي هو ثالث الشهداء من اجل البحرين، فأنا أقولها من أعماق قلبي نحن مستعدون أن نقدم من اجلها ومن أجل آل خليفة عشرات الشهداء، فدماؤنا فداء لهم.
وقال: عندما جاء ماجد إلى البحرين كان عمره أربعة أعوام، درس هنا وتربى هنا وعمل في الشرطة منذ أن بلغ الثامنة عشرة، وقد التحق بالقوة الخاصة، وكان يسكن مع عمه في منطقة القضيبية وهذا العم ناطور ايضا بوزارة الداخلية. * هل صحيح أنه كان يستعد للزواج كما قيل؟ - نعم فقد اختار ابنة خالته لتكون عروسا له منذ فترة، وقام بخطبتها وحدد موعد الزفاف خلال شهرين، واشترى لها كل لوازم الزفاف من ذهب وملابس وكل شيء، وكان ينتظر إجازة لإتمام الزفاف، لكن القدر جاء أولا ونحن راضون بقضاء الله.
* سألت عمه بخش واحد عبدالرحمن: هل استشهد ماجد أصغر علي بسبب نيران عبوات المولوتوف؟
فقال: - ماشهدناه في جثمانه يؤكد أنه أصيب ببعض الحروق نتيجة المولوتوف، لكن يبدو أنه تم الاعتداء عليه بوحشية، لأن هناك جروحا كبيرة في مناطق مختلفة بجسمه، وكان ينزف من أذنيه وفمه وأنفه، وظل الدم تنزف حتى بعد وفاته، عندما نقل الى المستشفى العسكري وبعد نقله إلى السلمانية وحتى عند الدفن.
نسيم الله بخش ابن عمه وهو شرطي يعمل معه في نفس المركز، كان آخر من رآه في تلك الليلة قبل الخروج في دوريته، قال إنه كان يبدو في حالة هادئة، وتحدث مع زملائه كالمعتاد، ولم يصدق نسيم أذنه وهو يستمع بعد ساعات قليلة من خروجه نبأ استشهاده. بعض من أفراد عائلة الشرطي الشهيد تحدثوا عن سرقة بعض اغراضه من مثيري الشغب، مثل هاتفه النقال، والبعض الآخر تحدثوا عن الحالة السيئة التي كان جثمانه عليها وهو ما يشير الى أنه تعرض لاعتداء من عدة أشخاص. لكن الجد يقول: لقد مات ماجد شهيدا للبحرين التي أعطته وأعطت أهله الكثير، وهو ثالث شرطي منهم يستشهد في أحداث مماثلة، وهم يرون ان هذه الدماء ليست أغلى من البحرين، وهم لن يبخلوا بدمائهم لحمايتها وحماية آل خليفة الكرام، وقد ألح علي الجد في أن أؤكد هذا المعنى قبل انصرافي من مجلس العزاء.