تضمن حديث الجمعة لسماحة الشيخ علي سلمان بمسجد الإمام الصادق "ع" بالقفول ثلاثة مواضيع "تبعث على الأسى والحزن"، أولها عملية الكر والفر بين مجموعة من الأولاد والصبية ورجال الأمن والتي أدت "لثمرة سيئة" -بحسب تعبيره- تمثلت في ضحية أخرى من الضحايا، مشدداً على ألا يتحول الاختلاف السياسي لمرحلة اللعب بالأرواح، ومناشداً "أما آن لهذا العبث أن يتوقف"، ومفصلاً: "أما آن لمن يريد أن يعارض أن يقول أنا فلان ابن فلان سأخرج في اليوم الفلاني لأعارض الموضوع الفلاني وبطرقة سلمية، أليس هذا أرجح، أليس هذا أنبل من إذا كنت أؤمن بقضية على حساب أبو 12، 13 ، 15، 17 سنة؟". كما وتضمن خطابه انقاد للخدمات الصحية المقدمة من وزارة الصحة تجاه مرضى السكلر بحيث ازدادت حالات الوفاة من هذا المرض، وعرّج على "التجني والسذاجة والجهالة والنعرة الطائفية" في التعرض لسماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي مؤكداً أن هذه السخافات والسطحيات والإثارات لا تصل إلى كعب قدمه فضلاً عن أن تصل لرأسه.
سلمان في بداية حديثه في الموضوع الأول قال أنه بود الانسان أن لا يتعرض لشيء من المواضيع التي تبعث على الأسى، لكنه استدرك بانه لا بد للمنبر أن يعالج مثل هذه القضايا، وقد انطلق من ذلك إلى موضوعه الأول بقوله: "ثمرة مرة سيئة من ثمار هذا الفر والكر العبثي، ضحية أخرى من الضحايا، قبل ثلاثة أشهر ضحية، وبالأمس ضحية، وفي مستقبل الأيام ضحايا إذا استمر هذا المسلسل، والله سبحانه وتعالى أنجى عدد من الضحايا، طفلة نجت من الموت بأعجوبة في سترة، عدد من الشيوخ والنساء كادوا أن يُقدموا ضحايا بسبب هذه اللعبة، لعبة القط والفأر الليلية".
وقد بين سلمان أن لا احد من الأخوة السياسيين يريد أن يتحمل مسئولية ما يجري، ولا أحد يرضى بهذه الأفعال. مفصلاً: "تجد في الشارع عدد من الأولاد تتراوح أعمارهم من 12، 13 إلى العشرينات، نتائج هذا العمل بشكل أولي، أول هذه النتائج، تتفحص هذه الوجوه الشبابية والتي لم تدخل في عنوان الشباب أيضا ويأتيك العنوان الأول بأن هناك حالة من الضياع، لاتجد في وجوههم ملامح حالة الارتباط بالله تعالى، وعندما تسأل أهل المنطقة يقولون وليس هناك اهتمام بالمسألة دراسياً. فأول الضرر هؤلاء الأحبة الذين يخرجون يضيع مستقبلهم في هذه العملية، تخلف مدرسي، فشل في الحصول على وظيفة، حياة غير مستقرة، سلسلة ومعروفة وواضحة الصورة تماماً. الأمر الآخر، هناك بعض الذين يعتاشون على هذا المحل أو هذه البقالة أو هذا الدكان تتعرض مصالحهم وحياتهم، ليسوا تجاراً، يكفي رزقه يومه، وإذا استمر 3 ليالي متتالية أصابته مشكلة، هذا ضرر. نزيف دائم يتمثل في الأضرار الجسدية والمادية، وأول المتضررين هم الأولاد الذين يستخدمون مع شديد الأسف الحجارة ويستخدمون الآن بتردد الزجاجات الحارقة، الضرر هو الاصابة من الرصاص المطاطي ومسيلات الدموع وأحياناً ما في يده من زجاجات حارقة، والآخرون هم الأهالي، وإن كانت بالنسبة العددية الأول هم الأهالي، لأن الأولاد هم 5 إلى 25 شخصا، بينما على جانب الأهالي، 5 إلى 6 مسيلات تطال أضعاف هذا العدد، وأضعافهم من الأطفال يتعرضون لقلق، وتتعرض مصالح الأهالي للاتلاف بالحجارة والرصاص المطاط والمسيل، ومع الأسف بين حين وآخر نقدم ضحية، انسان يروح، انسان ما تحب، عندك اختلاف سياسي معه، التي أزهقت في 17 ديسمبر روح، وبالأمس روح، هناك اختلاف سياسي، اختلاف مواقف، لكن لا تصل إلى حد ان نلعب بأرواحنا، ضرر واضح، الحياة الطبيعية في المنطقة معطلة، لا تعزية لا فرح لا زيارات، كلها معطلة تحت هذه العبثية، الأشد من ذلك، ليس ما يصيب الأهالي من ضرر، ما يعيشونه من فزع، أشد من ذلك الأمهات، تبقى قلقة لآخر لحظة، قلقة على أطفالها بناتها أولادها في البيت، نسبة مما يجري يصير تسلية وعبث، عطني لعبة في مكان ثاني تسلية، بالنسبة للأمهات فزع إلى أن تنتهي الأمور".
وأضاف: "هذا الوطن يفقد درجة من الأمن والاستقرار، بمحتوى القرية تفقد الأمن والاستقرار، والوطن يفقد المن والاستقرار ولو بنسبة أقل، جهد ومال ضائعين في عملية من هذا الكر والفر، ومعه تغيب القضايا السياسية عن الواجهة لتحضر في الواجهة القضايا الأمنية، حرق، اصابات، واحد يغمى عليه، وهكذا تُدفع القضايا السياسية إلى الخلف، هذه الأمور اليوم بسيطة، إذا توسعت الأضرار تتضخم وغيرها من الأضرار تحضر، ثم نعيش عملية التهم المتبادلة، على المتجمهرين: بدون رخصة، حجارة، قنابل مولوتوف، يتلفون ممتلكات، يهددون من لا يتفق معهم. وعلى رجال الأمنك يستخدمون القوة، يسيئون للناس، يعتدون".
ليقول: "أما آن لهذه العبثية أن تتوقف، أما آن لمن يريد أن يعارض أن يقول أنا فلان ابن فلان سأخرج في اليوم الفلاني لأعارض الموضوع الفلاني وبطرقة سلمية، أليس هذا أرجح، أليس هذا أنبل من إذا كنت أؤمن بقضية على حساب أبو 12، 13 ، 15، 17 سنة؟ أنا لو كانت لي قضية، أحرك شعار وموضوع أتحمل أنا هذه المسئولية، أتقدم للأمام وأقول هذه القضية، هذا الاشعار، هذا المطلب، وإن رأيت شخص صغير أصرفه وأقول له هذه مسئوليتي اليوم، إذا انتهيت من دراستك تحملها، هذه هي المسألة الأخلاقية". وآملاً: "أن يكون ما حدث أول أمس منبه يبعث على اعادة التفكير فيمن له سلطة أو تأثير على هذه العملية.
مرضى السكلر:
سلمان انتقد بشدة الخدمات المقدمة من وزارة الصحة تجاه مرضى السكلر بحيث تطالعنا الصحافة بين يوم وآخر بضحية من طفل وشاب وشابة، مشيراً إلى ذلك يعني اهمال وعدم كفاءة من قبل الوزارة التي تعلم أن هنالك 30% اصابة و 40% حاملاً لهذا المرض، وقد أشار سلمان إلى أن ربع الميزانية تصرف على الجانب العسكري من جيش وداخلية، فيما لا تستشعر الدولة حاجة الانسان لأن يتعالج، وطالب سلمان بتأهيل أطباء متخصصين وتوفير سيارات اسعاف لمناطق البحرين.
التهجم على آية الله النجاتي:
وفي معرض ذلك، بدء سلمان حديثه بقوله: "هذه الكتابات التي تزيد في المأزق الطائفي وتؤصل للمأزق الطائفي، تخلق أيضا أرضية للمأزق الطائفي، وإن تكلمت أو دعت في بعض طيات حديثها الملفوظ أو المكتوب غير ذلك، كتابات تتجنب الموضوعية، ساذجة، جاهلة، بمجرد خبر، لفظة، كلمة وتدخل على الخط من أجل أن تسطر بيان أو مقال أو تسطر خطبة من دون الاطلاع على خلفيات الموضوع ومن دون الاطلاع على خباياه، لا تدرك بخلفية جهلها أن لو عوملت بالمثل، ولكن العقل، ولعناية أمر البلد، ولتجنيبه محاولة الوصول إلى الانزلاق الطائفي، يقف قلم الحكيم، لأن الموقف لا يحتاج إلى السفه، كل انسان لم يؤدبه الدين ولم يتحلى بالخلق". مشيراً إلى التجني الواضح من قبل البعض في كل اتجاه، على الأفراد، التجمعات، طائفة بأكملها، يلقي التهمة تلو التهمة، الإفتراء تلو الإفتراء، ومستغرباً: "بدل أن نكسر الأمواج الطائفية التي تأتي من الخارج، نبعثها من الداخل" مخاطبا: "اعلموا أن الكثير من المواضيع لا تتحرك اعلامياً ولا تتحرك برلمانياً خوفاً على هذا البلد أن يقترب من نار الاحتراق الطائفي، وهنا ترجح مفسدة أقل على مفسدة أكبر وترجح ضرر أقل على ضرر أكبر".
وتفصيلاً لذلك التقديم أضاف سماحته أنه في اظلسام الماضية تعرض سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي، أحد رجال هذا الوطن المخلصين الذي يعملون من أجل حرماته وأمنه واستقراره إلى بعض هذه السخافات والسطحيات والإثارات لا تصل إلى كعب قدمه فضلاً عن أن تصل لرأسه، لسفاهتها وسذاجتها". مضيفاً: "الشيخ أحد الساعين إلى ايقاف مسيرة كانت في يوم الفورمولا حتى لا تتعارض معه، وقد وفقه الله في ذلك، ثم كان له حديث عن المعتقلين فرج الله عنهم، فتأتي الافتراءات والكلمات السطحية بدل الاشادة بالموقف الأول.
وأمل سلمان في أن "نقف في يوم ونتحدث عن الروح الوطنية التي يعيشها البلد وأن نؤثر الوطن على حساب الطائفية، ونؤثر الوطن على حساب العصبية".