بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
ان الله تعالى برحمته جعل لنا شهرا مباركا لمحاسبة النفس والتوبة قبل الموت ؛ لان الانسان لا يعلم الى السنة القادمة اهو حي؟
ام انه عظام نخرة بين الاموات؛ وقد نسيه الاهل والخلان وبقي وحيدا في بيت الدود والوحشة؛ بين هوام الارض وعقاربها لذلك
قال امير المؤمنين عليه السلام :
بحارالأنوار ج : 8 ص : 307
68- عن كتاب نهج البلاغة نهج البلاغة وكتاب تنبيه الخاطر:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِهَذَا الجِلدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَى النارِ فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ فَإِنكُمْ قَدْ جَربْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدُنْيَا فَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشوْكَةِ تُصِيبُهُ وَ العَثرَةِ تدْمِيهِ وَ الرَّمْضَاءِ تُحْرِقُهُ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ
مِنْ نَارٍ ضَجِيعَ حَجَرٍ وَ قَرِينَ شَيْطَانٍ أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَى النارِ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِهِ وَ إِذَا زَجَرَهَا تَوَثبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِهِ ؛ أَيُّهَا اليَفَنُ الْكَبِيرُ الذِي قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِيرُ كَيْفَ أَنتَ إِذَا التحَمَتْ أَطوَاقُ النارِ بِعِظَامِ الأَعْناقِ وَ نَشبَتِ الجَوَامِعُ حَتى أَكَلَتْ لحُومَ السَّوَاعِدِ فَاللهَ اللهَ مَعْشَرَ العِبَادِ وَ أَنتُمْ سَالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقمِ وَ فِي الفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّيقِ فَاسْعَوْا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا(انتهى)
فان الانسان الصحيح البدن والعقل قد يغتر بما انعم الله تعالى عليه ولا يلتفت لما امره الله تعالى من الطاعة ؛ مغترا بشبابه وصحته ؛ واذا به خلال السنة وقبل ان يحل عليه شهر الغفران ليتوب؛ يصاب ببلاء يمنعه من النطق والحركة ؛ فكيف لهذا ان يبادر للهداية كما قال مولانا امير المؤمنين عليه السلام في
كتاب غرر الحكم:
طوبى لمن بادر الهدى قبل أن تغلق أبوابه
وقال عليه السلام في :
نهجالبلاغة ص : 332
فَليَقبَلِ امْرُؤٌ كَرَامَةً بِقَبُولِهَا وَ ليَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلولِهَا وَ ليَنظُرِ امْرُؤٌ فِي قَصِيرِ أَيَّامِهِ وَ قَلِيلِ مُقَامِهِ فِي مَنزِلٍ حَتى يَسْتبْدِلَ بِهِ مَنزِلا فَليَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ فَطوبَى لِذِي قَلبٍ سَلِيمٍ أَطاعَ مَنْ يَهْدِيهِ وَ تَجَنبَ مَنْ يُرْدِيهِ وَ أَصَابَ سَبِيلَ السَّلامَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ وَ بَادَرَ الْهُدَى قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ وَ تُقطَعَ أَسْبَابُهُ وَ استَفتحَ التوْبَةَ وَ أَمَاطَ الحَوْبَةَ فَقَدْ أُقِيمَ عَلَى الطرِيقِ وَ هُدِيَ نَهْجَ السَّبِيلِ .(انتهي)
.والان لنسمع وكلنا اصغاء لائمتنا عليهم السلام ماذا يقولون ويوصننا في هذا الشهر المبارك لكي ندخل بيت الرحمة من ابوابه