تغطية خطبة المشيمع في مسجد الأنوري بقرية الديه
بعد صلاة العشاءين - ليلة الجمعة من كل أسبوع
ليلة الجمعة - الموافق 16/10/2008م
قال تعالى: { ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البرِّ والبَحرِ بِمَا كَسَبَتْ أيْدِي النَّاس لِيذِيقَهُم بَعْضَ الذي عَمِلُوا لعلَّهُم يَرجِعُون }. الروم : 41.
القرآن الكريم يحمل المسئولية كل الناس بمختلف فئاتهم من رجال ونساء وكبار وصغار ومن كل الشرائح الاجتماعية لأنهم قادرون على صدَّ هذا الفساد. والفساد لا يمكن أن يحدث في أمة تحمل وعياً وتتحمل مسئولية، وإذا تصدى المجتمع للفساد فلا يمكن له أن ينتشر ويتحرك في الساحة.
والسكوت عن الفساد ومقاومة الظلم لا يعفي من المسئولية وأيضاً لا يحمي المجتمع أو الفرد من آثار ذلك الفساد والظلم .. يقول تعالى: { واتَّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنَّ الذينَ ظَلمُوا مِنكُم خَاصَةً واعلَمُوا أنَّ اللهَ شَديدُ العِقَابْ } الأنفال : 25.
الشهيد السيد محمد صادق الصدر كتب في الموسوعة المهدوية أن هناك تمحيص اختياري وتمحيص اختياري .. والإنسان الواعي يقع تحت التمحيص الاختياري فلا يحتاج لأن يطلب إليه أن يتحرك ويطالب ويعمل من أجل الانتصاف للمظلومين وببصيرته وإخلاصه لله سبحانه وتعالى ينجح في هذا التمحيص.
وانتقد المشيمع حالة الاتكالية والتقاعس والرغبة بتحقيق النصر دون التحرك والعمل، كما قال قوم موسى لنبيهم (ع): { قَالُوا يَا مُوسَى إنَّا لَنْ نَدْخُلَها أبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذهَبْ أَنْتَ وربَُكَ فَقاتِلا إنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون } المائدة : 24.
واستطرد في القول بأنه في كل زمن هناك قوم يدفعون ثمناً باهظاً ويتصدون للظلم وهناك قسم آخر يقطفون الثمار، كما حدث في عهد رسول الله (ص) عندما كان البعض من المسلمين لا يشاركون في الحروب والغزوات لكنهم كانوا يطالبون بنصيبهم من الغنائم.
الكثيرون دخلوا السجن وقدموا التضحيات وسقط الشهداء من أجل المطالب والتي منها البرلمان، لكن ذلك النهج لم يستمر. واليوم أصبح البرلمان لا يمثل طموحات الشعب وعاجزاً عن إصدار التشريعات التي تصب في صالح المواطنين ويقف عاجزاً كذلك عن الرقابة والمحاسبة.
وسجل المشيمع رفضه التنازل عن الحق بدعوى الدبلوماسية و وصف المعتقلين بالمجرمين واتهامهم بالعنف وتسمية ذلك بالدبلوماسية. ونفى أن يكون أهل البيت (ع) على رغم الأوضاع الصعبة التي فرضت عليهم قد مدحوا الظالم وساهموا في تقوية شوكته بل على العكس كانوا يطلبون من أصحابهم عدم إعانة الظالم ولو بشيء يسير وضرورة إعلان البراءة منه.
كما فصل سماحته بين أن يكون الإنسان مخلصاً لكنه يصرُّ على اتباع أسلوب خاطئ في التحرك والمطالبة والحرص على مصلحة الناس مشدداً على أن عدم مواجهة الظلم ليس خيرا و استخدام أسلوب الواسطة ليس تأسيساً سليماً صحيحاً وإلا فلا داعي لوجود برلمان ولا مؤسسات في الدولة ورأى أن هذا هو منطق إذلال بعيد عن العزة والكرامة وأن المطلوب هو المواجهة القوية التي تأبى الخضوع والاستسلام وتقاوم الظلم والفساد. والقبول بهذا الوضع من تفشي ظاهرة الوساطة والمكرمات يحول المؤسسات الموجودة إلى مؤسسات شكلية لا قيمة حقيقية لها.
وفي إشارته إلى الوثيقة التي تم الكشف عنها في قضية كرزكان رفض المشيمع الوقوف عندها وتحويل القضية إلى قضية جزئية وهي المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين بل وجد أن تلك الوثيقة بالإضافة إلى ما كشفته أوراق البندر تمثل إدانة حقيقية للنظام وتطعن في نزاهة القضاء وتؤكد على عدم استقلاليته.
سير يامشيمع كل الشعب وياك