القيصر الحزين مشرف شبكة الإستراحات و القصص والروايات
المشاركات : 252 تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: كلمة للأستاذ عبد الوهاب حسين; الشباب هم مفتاح الحل الأحد أغسطس 10, 2008 8:34 am | |
| كلمة للأستاذ عبد الوهاب حسين; الشباب هم مفتاح الحل
الشباب هم مفتاح الحل
الموضوع : كلمة للأستاذ عبد الوهاب حسين .
المناسبة : مولد أبطال كربلاء .
العنوان: الشباب هم مفتاح الحل .
المكان : النعيم ـ المأتم الوسطي .
اليوم : مساء الأربعاء ـ ليلة الخميس .
التاريخ : 5 / شعبان / 1429هج .
الموافق : 6 / أغسطس ـ آب / 2008م .
أعوذ بالله السميع العليم ، من شر نفسي الأمارة بالسوء ، ومن شر الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، واهدي قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، واجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة طرفة عين أبدا .
اللهم معهم .. معهم .. لا مع أعدائهم .
السلام عليكم أيها الأحبة : أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .
في البداية : أرفع أسمى التهاني إلى مقام إمامنا ومولانا وسيدنا وشفيع دنوبنا يوم القيامة : الحجة بن الحسن العسكري ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) وإلى مقامات مراجع الأمة وفقهائها وعلمائها ، وإلى كافة المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ، وإليكم أيها الأحبة الأعزاء ، بمناسبة الذكرى السنوية السعيدة لمواليد أبطال كربلاء ( عليهم جميعا السلام ) .
وبما أن المناسبة ترتبط كثيرا بأبطال كربلاء الشباب ، فقد رأيت أن أجعل حديث الليلة حول الشباب .
أيها الأحبة الأعزاء : يتمتع الشباب بمميزات أساسية عديدة ، أهمها :
الميزة ( 1 ) : التوقد الذهني وحب المعرفة والاستطلاع ، وهذه الميزة تؤسس للبحث عن الحقيقة .
الميزة ( 2 ) : الصفاء الروحي والسجايا الأخلاقية الحسنة ، مثل : الوفاء والشهامة والأمانة والإيثار والتضحية ، وهذه الميزة تؤسس للإستقامة في العمل الحياة .
الميزة ( 3 ) : التمرد الممدوح ، أي التمرد على الباطل والظلم والتخلف وجميع أشكال الشر والفساد ، وهذا يؤسس للتغيير والتطوير والرقي ، ورفض الجمود والقبول بالأمر الواقع .
الميزة ( 4 ) : الطموح والأمل والخيال الخصب ، وهذا يؤسس لرسم صورة المستقبل المشرق الذي يتطلع إليه الشباب .
الميزة ( 5 ) : الفتوة والشجاعة والقوة ، وهذا يؤسس لتنفيذ الطموح والأمل المرسوم والسعي لتنفيذ صورة المستقبل المشرق .
مع التنبيه : إلى أنني حينما أتكلم عن الفتوة والشجاعة والقوة ، فلا أقصد الدعوة إلى التهور والاندفاع غير المدروس ، فهذه رذيلة غير مرغوبة ، وإنما أقصد الصمود والثبات وعدم الضعف أو التراجع أمام المغريات والتهديدات لاسيما في المنعطفات الخطيرة ، أي : كما قال علي الأكبر لوالده الإمام الحسين ( عليهما السلام ) قال : أولسنا على الحق ؟ قال : بلى ، قال : إذن لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا !!
وبهذه المميزات اعتبر الشباب الثروة الأكثر أهمية لأي شعب أو لأية أمة في العالم ، وأن حاضر ومستقبل أي منهما يتوقف على حضور الشباب ودورهم في أي منهما .
يقول الصينيون : إذا أردت أن تزرع لعام واحد فأزرع القمح ، وإذا أردت أن تزرع لعدة أعوام فأزرع الأشجار ، وإذا أردت أن تزرع إلى الأبد فتعهد الشباب .
وأرى بأن الله جل جلاله قد جعل تلك المميزات في الشباب كأساس لتحقيق إرادته التكوينية في إيجاد مسيرة إنسانية تكاملية تصاعدية لا تتوقف عند حد محدود ( من تساوى يوماه فهو مغبون ) على مستوى الأفراد والنوع ، لأن الشباب بفضل تلك المميزات التي أودعها الله جل جلاله فيهم يمثلون ضمانة التقدم والارتقاء وتحقيق الأفضل في الحياة .
فكل جمود وكل تخلف وكل فساد في أية بقعة في العالم وفي أي زمان كان ، هو نتيجة لتعطيل دور الشباب في الحياة ، ولا يمكن ان يحدث الجمود والتخلف في أي مجتمع مع تفعيل دور الشباب أبدا .. أبدا .
فإذا توفر للشباب القائد الشجاع الذي يمتلك البصيرة والرؤية الواضحة ، فإنه يرفع معنوياتهم أكثر ويزرع فيهم الأمل والقوة والعزيمة والثبات ، ويستطيع أن يصنع معهم المعجزات الكبيرة على كوكب الأرض ، وليس بعيدا عنكم الثورة التي قادها الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) وما أنجزه حزب الله المظفر في لبنان من انتصارات عظيمة ضد الكيان الصهيوني المعتدي والغاصب لأرض فلسطين .
وهذا الكلام لا يخص الشباب المسلم دون غيرهم ، وإنما يمثل قاعدة عامة لكل الشعوب والأمم في العالم ، فإن الشباب في الحقيقة هم المفاعل الذي أنتج كل الثورات والإنجازات التاريخية العظيمة في الدنيا كلها .
أعداء الشباب : هناك عدد من الأعداء الذين يقفون في وجه الشباب من داخل أنفسهم ومن خارجها لمنعهم من أداء دورهم الايجابي الفاعل في الحياة .
أولا ـ الأعداء من الداخل :
العدو ( 1 ) الغفلة والابتعاد عن الحقائق واتباع الهوى وفقدان الهدف في الحياة لأي سبب كان .
العدو ( 2 ) التعصب والتقليد الأعمى : وهو في الحقيقة خلاف سجية الشباب في المتمرد والبحث عن الحقيقة .
ثانيا ـ الأعداء من الخارج :
العدو ( 1 ) الاستبداد والدكتاتورية : وهي تقوم على أساس التفرد في الرأي من أجل الاستئثار بالسلطة والثروة ، وتقوم دائما وأبدا ( أي بصورة مطلقة ) على أساس الباطل والظلم والفساد ، ولا يمكن أن تقوم على أساس الحق والعدل والإصلاح ، لأنها تقف على النقيض منها ولا يمكن أن تلتقي معها في أي موقع من المواقع .
ولهذا فأكثر خوف السلطات المستبدة : الرسمية والشعبية من الشباب ، لما يتمتع به الشباب من مميزات سبق ذكرها ، وهي تعمل على تعطيل دورهم البناء ليستمر وجودها وبقاؤها في السلب والنهب والاستئثار .
وعملها من أجل تعطيل دور الشباب يأتي على ثلاث مستويات :
المستوى ( 1 ) : وهو أهونها ويتمثل في إبعاد الشباب عن الاهتمام بالشأن العام وقضايا وهموم الشعب أو الأمة وشغلهم بشؤونهم الخاصة من خلال تركيز اهتمامهم على أنفسهم : الاهتمام بالوظيفه والزوجه والأولاد وهكذا .
المستوى ( 2 ) : شغل الشباب بالأمور التافهة ، مثل : الاستغراق في الرياضة والهوايات غير النافعة أو غير المنتجة .
المستوى ( 3 ) : الفساد والتحلل الأخلاقي ، وهذا يمثل القمة في الاستهداف للشباب ، لأن من شأنه أن يحولهم من مضادات حيوية في جسم الأمة أو الشعب للجراثيم والمكروبات إلى جعلهم جراثيم يمكنها أن تفتك بالناس والمجتمع .
العدو ( 2 ) : الحكومات والقيادات العاجزة : من الحكومات العاجزة الحكومات الغربية ، حيث الأنظمة هناك أنظمة ديمقراطية ، ولا توجد لديها مشكلة في اهتمام الشباب بالشأن العام ، ولكن المشكلة التي تواجهها تلك الحكومات ، أن السياسة والشأن العام لا يستهوى الشباب الغربي كثيرا ، بسبب فقدان الدافعية لهذا الأمر ، لأن الشباب هناك لا يحملوا رسالة كونية في الحياة ، على خلاف الشباب المسلم الملتزم الواعي .
وقد أدى فقدان الرسالة والإيمان بالغيب إلى التحلل الأخلاقي وانتشار الجرائم المروعة .
أما التحلل الأخلاقي : فقد تم التكيف معه والقبول به في المنظومة القيمية الغربية تحت عنوان الحرية الشخصية ، ولهذا فالتحلل الأخلاقي بالمفوم الذي عندنا لا يمثل لهم مشكلة على ضوء نظامهم القيمي .
وأما انتشار الجرائم : فهو ما يمثل المشكلة الحقيقية ويخلق القلق الكبير لديهم .
ومن اجل التقليل من انتشار الجرائم : توجهوا إلى تفريغ طاقات الشباب في الترفيه والرياضة والهوايات وغيرها ، وهذا يعبر عن عجز حقيقي لديهم من الاستفادة الحقيقية من طاقات الشباب في البناء والتعمير وإقامة حضارة إنسانية متوازنة وراقية .
ويظهر العجز لدينا في العالم الإسلامي ـ والحديث هنا عن القيادات الإسلامية الشعبية وليس الحكومات المصنفة في دائرة الدكتاتورية والاستبداد ـ حينما يكون أفق هذه القيادات وقدراتها الفعلية أقل بكثير من أن تستوعب استيعابا حقيقيا قدرات الشباب وطموحاتهم في الحياة ، ويتم وصف الشباب بالتهور والاندفاع غير المدروس وغيره من الاسطوانات المشروخة .
والنتيجة : تكرس الفساد والظلم والاستبداد والتخلف على خلاف الفطر والعقل والدين وما قيض الله عز وجل الشباب من أجله .
أمور يحتاجها الشباب من أجل سلامة دورهم واستقامته : هناك أمور اساسية يجب أن يأخذ بها الشباب من أجل سلامة دورهم واستقامته ، وهي :
الأمر ( 1 ) التحلي بالعلم والمعرفة : وهذا يساهم في تحديد الطريق الصحيح والتبصير به وبما يقتضيه السير والمسيرة التنموية البناءة للإنسان في أي مجتمع كان ، لأن العلم يقوم بدور النور المعنوي في الحياة المعنوية ، على غرار الدور الذي يقوم به النور المادي في الحياة المادية .
الأمر ( 2 ) التحلي بالتقوى : وهذا يعمق الشعور بالمسؤولية لدى الشباب ، ويضمن الاستقامة على الطريق ، ويخلق الاتزان المطلوب لمعالجة الانفعالات ، ويقضي على الاندفاع غير المدروس إن وجد .
الأمر ( 3 ) الاستفادة من كبار السن : الذين يمتلكون الخبرة والتجربة والحنكة في الحياة ، ويمتلكون الشجاعة لقول الحق ، والمرونة في الفهم ، واستيعاب خصائص الشباب وطموحتهم .
الأمر ( 4 ) الممارسة العملية : يحتاج الشباب لكي تنضج مواهبهم وتنمو قدراتهم وتؤتي ثمارها الطيبة ، للتجربة وتحمل المسؤوليات الحقيقية الفعلية في الحياة .
فالمطلوب : هو فتح الطريق أمام الشباب وإسناد المسؤوليات المتنوعة لهم في الحياة على كافة الأصعدة وعلى جميع المستويات ، وعدم الخوف منهم ، لأن الشباب إنما ينضج من خلال التصدي للمسؤولية .
أجواء التربية الصالحة للشباب : وهنا أريد أن أنبه إلى مسألة تهم كافة الدعاة إلى الله عز وجل وحملة الرسالة الإلهية ، وتتعلق بأجواء التربية الصالحة للشباب ، والطرح الذي سوف أقدمه هنا ليس اندفاعا أو حماسا ، وليس تعصبا أعمى لصالح منهج سياسي على حساب منهج آخر ، أو نظرة غير متوازنة أو بعين عوراء للأمور ، وإنما هو طرح قرآني تصدقه التجارب العملية .
أقول : إن التربية الإيمانية الصالحة للشباب لا تكون إلا في خط الثورة والممانعة والمقاومة ، ولا يمكن للتربية الإيمانية في غير هذا الخط أن تاتي بالثمار المطلوبة ، بل قد تأتي يثمار خبيثة وسيئة .
قال الله تعالى : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } ( العنكبوت : 2 ـ 3 ) .
فإن الصدق في الإيمان لا يمكن أن يثبت وجوده إلا من خلال الابتلاء العظيم . وقال الله تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } ( البقرة : 214 ) .
فإن الابتلاء سنة ثابته للمؤمنين الصادقين ، وأن النصر لا يتحقق للمؤمنين إلا من خلال المعاناة والمقاومة . وقال الله تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } ( آل عمران : 142 ) .
فإن الطريق إلى الجنة لا يمر إلا عبر الجهاد والصبر على البلاء . وعلى صعيد التجربة : فقد نُقلت إليكم الحالات الروحية المتقدمة جدا للشباب في جبهات القتال في الحرب التي فرضت على الجمهورية الإسلامية في إيران ، وهي الحالات التي قال عنها الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ) بأنها تمثل قمة العرفان ، وقال : بأنه يشعر بأنه صغير أمامها ، ولم يكن ذلك القول منه ـ وهو الجبل الشامخ ـ على أساس التواضع ـ والتواضع خلقه ـ وإنما كان يريد أن يقول الحقيقة ويريد تصويرها بأمانة إلى الناس لكي يعوها ويعقلوها .
وهذه تجربة شباب حزب الله المظفر تتجلى فيها هذه الحقيقة بأبهى صورها المشرقة ، وتُنقل إليكم من خلال شاشة التلفاز الصديق والمعادي .
وفي انتفاضة الكرامة الشعبية في البحرين في التسعينات :
·رأينا كيف امتلأت المساجد والمآتم وفاضت بروادها ، وكيف تكونت المسيرات العزائية الألوفية ، ولم تتكون هذه المسيرات قبل الانتفاضة ولا بعدها .
·ورأينا الكثير من الشباب الذين ابتلوا بالانحرافات الخطيرة وعجز الدعاة بأساليبهم المعهودة من إصلاحهم وأصلحتهم الانتفاضة .
·ورأينا كيف دخل الكثير من الشباب إلى السجن وهم لا يقرؤون ولا يكتبون ، وخرجوا وهم يجيدون القراءة والكتابة وأقام بعضهم الدروس الإسلامية في داخل السجن وخارجه .
·ورأينا الروح المعنوية العالية جدا لدى الشباب ، حتى أنهم كانوا يرفضون الخروج من السجن بمكرمة ، حيث كان البعض يعمل عليها في ذلك الوقت ، وكان الآباء والأمهات يرفضون أيضا خروج أبنائهم من السجن بمكرمة ، وكان الجميع يصر على تحقيق المطالب العادلة للإنتفاضة .
قصة عظيمة من قصص الانتفاضة : وأذكر هنا قصة الطفل البطل في سجن مركز الحد القديم ، وهي القصة التي تطربني كثيرا لدلالتها العميقة في نفسي . حيث كان عدد من الأطفال ( 25 : طفلا ، لا يزيد أكبرهم سنا عن 16 سنة ) في زنزانة واحدة في مركز الحد القديم ، وقد عملوا إضرابا عن الطعام بهدف تحسين وضعهم في السجن ، ولما تقررت زيارة الضابط لهم للتفاهم معهم ، قرروا أن يجعلوا أصغرهم سنا ( 12 : سنة ) يتحدث باسمهم ، لكي يتفادوا تعريضهم للضرب ، فقام هذا الطفل أثناء خروجه من الزنزانة بعمل مسدس من الفلين وخبأءه عنده ، ولما حضر الضابط قام له هذا الطفل ، وأول ما عمله أن وضع المسدس الفليني على رأسه ، وقال : إذا لم تلبوا مطالبنا فسوف أقتل نفسي ، فضحك الأطفال جميعا عن حدهم ، أما الضابط فضرب كفا بكف تندرا ، فقال له الطفل البطل : لا تقول أنا صغير ، إذا لم تحققوا مطالبنا ، فسوف تجدوا أطفالا بحفاظاتهم عندكم هنا في السجن !!!
هكذا كانت الروح المعنوية لدى شبابنا واطفالنا في ظل انتفاضة الكرامة المباركة .
أما التربية الدينية بعيدا عن خط الثورة والمقاومة والممانعة : فلا يمكنها أن تأتي بالثمار المرجوة .. بل التجارب تقول : بأنها قد تأتي بثمار سيئة وخبيثة ، ولا أرغب في قول ما هو اكثر ، وهذا ما ينبغي على الدعاة وحملة الرسالة الصادقين أن يتنبهوا إليه ويأخذوه بعين الاعتبار .
وفي ختام هذه الكلمة : في ظل الاحباط الشديد القائم في الوقت الراهن وتخوف الشباب من ضياع المستقل .. أقول لهم : أنتم المستقبل ، وأنتم من يجب أن يرسم صورته ويصنعه ، فحددوا مشروعكم وارسموه بأنفسكم ، إعرفوا ماذا تريدون بالتحديد ، ونظموا صفوفكم ، واعزموا على تنفيذ مشروعكم بأنفسكم ، فلا يحدد مشروعكم ولا يحمله ولا ينفذه غيركم .
استفيدوا من خبرات كبار السن الذين يمتلكون الخبرة الفعلية والشجاعة ، ولكن لا تعولوا عليهم في تحديد مشروعكم وحمله نيابة عنكم ، فإنهم لن ينجحوا في تحديد مشروعكم ولن يحملوه نيابة عنكم ، فالمشروع مشروعكم وليس مشروعهم .
إن مفتاح الحل للأزمة الراهنة : يتمثل في رأيي في النقاط التالية :
·دخول الشباب للساحة وتصديهم للشأن العام .
·التأكيد على سلامة الخط وصفاء العقيدة .
·الاستفادة من الخبرات الفعلية لكبار السن ، وليس التعويل عليهم في تحديد المشروع وحمله وتنفيذه .
أيها الأحبة الأعزاء ،،
أكتفي بهذا المقدار ،،
واستغفر الله الكريم الرحيم لي ولكم ،،
واعتذر لكم عن كل خطأ أو تقصير ،،
واستودعكم الله الحافظ القادر من كل سوء ،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
http://www.alostad.net/ | |
|