بيان بشأن الإساءة والاعتداء الظالم على مقام العالم الرباني الشيخ عيسى أحمد قاسم
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم ( أعلى الله تعالى مقامه ) رمز إسلامي ووطني وحامل للقيم الإنسانية والإسلامية والوطنية العليا ، والإساءة إليه هي إساءة لكل الوطن والإسلام والقيم الإنسانية ولكل الشرفاء في العالم .. ومن يفعل ذلك : لا نصيب له ـ بحكم المنطق ـ من الوطنية ولا من الإسلام ولا من الشرف ولا من الإنسانية ولا من قيمها الرفيعة .
وما يقوم به اللقيط السياسي للسلطة الأخرق المدعو بـ( السعيدي ) من استهداف مباشر لطائفة من المواطنين ، ولمقدساتها ، ولرموزها العليا المحترمة ، ومن ترويج للفتنة الطائفية النتنة في ربوع الوطن العزيز ، الذي عاش أهله في ألفة ومحبة وسلام قبل أن يظهر هذا التكفيري السيئ وأمثاله على أرضه الطاهرة ، هي إساءة للوطن ولكافة المواطنين الشرفاء ، وتتحمل السلطة المسؤولية المباشرة عنه ، فالسعيدي لقيطها السياسي ، وقد رضي بأن تركب ظهره وتقوده للجهة التي تريد ، والعقلاء يحملون المسؤولية للراكب وليس للحمار .
وتشاطر الصحافة السوداء السلطة المسؤولية فيما يقوم به السعيدي من دور خبيث في تدمير الوطن والإساءة للمواطنين ، حيث فتحت صفحاتها له وأعطته مساحات واسعة مجانية ملفتة لترويج سمومه القاتلة وتوسيع دائرة جحيم الطائفية التي يصنعها في داخل الوطن العزيز .
الجدير بالذكر : أن سلوك السلطة وسلوك لقطائها السياسيين ، يشير إلى رغبتهم الجامحة في تصعيد الفتنة الطائفية إلى ذروتها وهي سفك الدماء ، استجابة للأجندة الصهيونية والأمريكية في المنطقة ، وذلك من خلال التعرض المباشر والمستمر للمقدسات الدينية لطائفة من المواطنين ولرموزها العليا المحترمة ، مما يؤدي إلى ردات فعل غاضبة تقابلها السلطة بالقمع والإرهاب الشديد ـ كما هي العادة ـ فيكون سفك الدماء هو النتيجة النهائية لهذا السلوك الأخرق من السلطة ولقطائها السياسيين وإدخال الوطن في نفق الفتنة الطائفية المظلم .
ولا أنسى التنبيه : بأن رفض المواجهة السياسية السلمية الجادة والفاعلة مع السلطة ولقطائها السياسيين ، تعبيرا عن الرغبة المقدرة في اجتناب الخسائر البشرية والمادية في صفوف المواطنين ، ثم البراءة من كل فعل مقاوم ، كان خطأ استراتيجيا ، فقد أغرى السلطة ولقطائها السياسيين بالإيغال في الاعتداءات الآثمة ، والانتهاكات الصريحة للمقدسات ولحقوق المواطنين ، وخلق الأرضية لوقوع خسائر بشرية ومادية ومعنوية أكثر ـ بشهادة التجربة ـ ولن ترمم الأرض ، ويقف نزيف الخسائر ، إلا بالقرار الوطني الموحد والشجاع لقوى المعارضة بالمواجهة السياسية السلمية الجادة والفاعلة مع السلطة ولقطائها السياسيين من أجل نيل الحقوق الوطنية المشروعة .
إنني أدعو كافة الشرفاء في الوطن : من الطائفتين الكريمتين ، من إسلاميين وعلمانيين ، علماء دين ومثقفين وجماهير ، إلى توحيد صفوفهم ، والوقوف بصدق وإخلاص في وجه الفتنة الطائفية النتنة التي تقودها السلطة وتركب فيها ظهور لقطائها السياسيين المستحمرين قبل استفحالها ، وقبل أن تحرق الأخضر واليابس في ربوع الوطن العزيز ، فهذا ما تفرضه المسؤولية الإنسانية والدينية والقومية والوطنية عليهم جميعا .
وأحذر كافة الشرفاء في هذا الوطن العزيز من الوقوع في أوحال الفتنة الطائفية النتنة ، والسقوط في جحيمها المهلكة ، لاسيما التورط في خطيئة سفك الدماء المحترمة .
والمطلوب : هو التحرك السياسي السلمي الجاد والفاعل ، وبصبغة وطنية ناصعة ، تجمع كل القوى والفصائل الإسلامية والوطنية الشريفة ، وهذه مسؤوليتهم : الإنسانية والدينية والقومية والوطنية الملحة ، لكي لا تُجر البلاد إلى الفتنة الطائفية ـ كما يريده لها أعداء الدين والوطن ويخططون إليه ـ ولكي لا يقع المواطنون الشرفاء في خطيئة سفك الدماء المحترمة ، تحت تأثير الغضب أو الجهل والاستحمار .
أما السلطة : فهي وحدها التي أحملها مسؤولية ما يمكن أن يحدث من نتائج سلبية وخطيرة على الصعيد الوطني ، نظرا لما تقوم به من تمييز واضطهاد طائفي ، ولما تمارسه من إرهاب الدولة ضد المواطنين ، وانتهاكات خطيرة لحقوقهم ومقدساتهم ، ولما يقوم به لقطاؤها السياسيون الذين تستحمرهم وتركب ظهورهم وتحرضهم لتحقيق أهداف غير وطنية وغير شريفة .
انتهى البيان
صادر عن : عبد الوهاب حسين .
بتاريخ : 12 / جمادى الثانية / 1429هج .
الموافق : 17 / يونيو ـ حزيران / 2008م