السلمانية - محرر الشئون المحلية
ثلاث سنوات من عمرها قضتها «أبرار» ذات الأحد عشر ربيعاً بين سرير مستشفى سترة وسرير مجمع السلمانية الطبي، وبين هذين المكانين في سماء حياتها الحافلة بالألم هناك سيارة الإسعاف التي تنقلها من المستشفى الأول إلى الثاني عندما تتدهور حالتها الصحية، أربعة أجهزة تم وصلها بذات الأحد عشر ربيعاً في أحد أجنحة الأطفال بمجمع السلمانية الطبي حيث ترقد، وأصوات الصفير المزعجة تطلقها الأجهزة تباعاً في الوقت الذي أكدت ممرضات الجناح وبعض أطبائه لوالديها عدم قدرتهم على ضبط هذه الأجهزة، هذه المفاجأة التي بُهت لها والدا «أبرار» التي لم تنقل إلى الجناح الصحيح إلا بعد شكاوى ومواجهات مع الطبيبة ومكتب شكاوى المرضى، مفاجآت حكاها والد أبرار عن قسم الأطفال بالسلمانية ومستشفى سترة للولادة الذي يضم بعض الأسرة للمعوقين وكبار السن من ذوي الإقامة الطويلة.
وقال والد أبرار: «قبل نقل ابنتي إلى الجناح الصحيح تم استدعاء ممرضة من جناح آخر لتشغل الأجهزة التي وضعت على ابنتي، ثم جاء أحد المتخصصين في الأجهزة واستغرب من عدم ضبطها كما يجب، وعندما تحدثت مع الطبيبة المشرفة على علاج ابنتي قالت «لا تتدخل»!، فإذا لم يتدخل والد المريضة من يجب أن يتدخل إذاً؟، ناهيك عن فيضانات دورة المياه المتتالية التي لوثت الجناح الأول وأصبحت رائحته لا تحتمل».
وأضاف «قبل أشهر تعرضت ابنتي إلى تشنج ونقلت بالإسعاف إلى مجمع السلمانية وبعد أيام تم ترخيصها ونقلها الإسعاف إلى مستشفى سترة وقبل وصوله بدقائق عاد إليها التشنج مرة أخرى فعاد بها الإسعاف إلى السلمانية الذي رفض إدخالها فيه بسبب نقص الأسرة، فأصبحنا بين نارين، كما حدث قبل فترة أن نقلت ابنتي من مستشفى سترة إلى مجمع السلمانية الطبي وتم ترقيدها في أحد أجنحة الأطفال للأمراض المعدية بسبب نقص الأسرة كما يقولون، فهل هذه الرعاية التي تريدها الوزارة لأطفالنا؟».
وواصل «ابنتي معوقة وهي ترقد دائماً في مستشفى سترة للولادة الذي يضم عدداً من الأسرة لذوي الاقامات الطويلة من المرضى فإذا تدهورت حالتها تنقل بالإسعاف إلى مجمع السلمانية، وفي مستشفى سترة الوضع سيئ جداً، تباشر الممرضة الواحدة سبعة إلى ثمانية معوقين ولكم أن تتخيلوا الضغط الكبير الذي تعيشه الممرضة إذا وضعنا في اعتبارنا أنهم جميعا يتم تغذيتهم بالأنابيب ويحتاجون إلى تبديل الحفاظات ويعطى كل منهم أنواعاً كثيرة من الأدوية تصل إلى 12 نوعاً، وتُعطى ابنتي 16 نوعاً من الأدوية، لا يقبلون أن تقوم والدتها بتبديلها وتنظيفها، وطلبنا منهم أن نجلب خادمتنا لتظل معها لتبديلها إلا أنهم لا يقبلون ويقولون (ممنوع)».
واستطرد والد أبرار «ونتيجة لعدم وجود مساعدي تمريض في الفترة المسائية واقتصار وجودها على الفترة الصباحية يظل المرضى المعوقون بأوساخهم وفضلاتهم من فترة العصر إلى صباح اليوم التالي - لكم أن تتخيلوا ذلك - وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بالتهابات جلدية وتسلخات، أتمنى أن يتوجه أحد المسئولين من ذوي الضمائر الحية إلى مستشفى سترة ليشاهد بعينه كيف تذهب الممرضات الأجنبيات للنوم إذا نام المرضى، ورائحة البصل التي تفوح في أجنحة المستشفى من سكن الممرضات في الطابق العلوي، وعدم وجود الأطباء لمتابعة المرضى في المستشفى فتنقل ابنتي إلى السلمانية إذا تأزم وضعها الصحي».
وأضاف «أيام الوزيرة السابقة ندى حفاظ التقيتها وشرحت لها الوضع في مستشفى سترة للولادة، وطلبت قيام المسئولين بزيارة مفاجئة للوقوف على الوضع هناك، وتم حل المشكلة بعد أن زار رئيس الأطباء المستشفى بأن تم جلب مسئولة تمريض وممرضات إلا أن ذلك لم يستمر وبعد شهر أو أكثر عاد الوضع السيئ إلى هو عليه»، وتساءل «فهل ينظر المسئولون إلى المعوقين والمسنين في مستشفى سترة للولادة بعين الرحمة والإنسانية؟».