بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وأوسع منهجهم وألعن أعدائهم من الأولين والأخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاص للملتقى شهداء البحرين وضحايا التعذيب
قصة 17 ديسمبر .. وكيفية أستشهاد الشهيد علي جاسم .. قربان الحق والحرية والرسالة الألهية
.. البطاقة التعريفية للشهيد ..
أسم الشهيد : علي جاسم محمد مكي
المنطقة : جدحفص
تاريخ الميلاد : 6/6/1977م
الحالة الأجتماعية : متزوج
المهنة : سائق بشركة نقليات
تاريخ الأستشهاد : 17/12/2007م
كيفية الأستشهاد : التعذيب الوحشي على يد أفراد قوات الشغب والأختناق من الغاز المسيل للدموع
مقدمة :
يوم 17/ديسمبر .. هو يوم أعتاد شعب البحرين أن يحييه كل عام بالطرق السلمية المختلفة .. هو يوم يختزل في ذاكرة الشعب الكثير لما يحمله من معاناة مثقلة بالجروح والآلام .. هو يوم سقوط أول شهيدين في أنتفاضة التسعينات المباركة .. وهما الشهيد هاني خميس والشهيد هاني الوسطي .. حيث عمدت القرى ( السنابس والديه وجدحفص ) بالخروج في مسيرة مطلبية شعبية تطالب بأعادة الحياة البرلمانية وتفعيل دستور 1973م .. إلا أن النظام الخليفي قد قمع المسيرة بالقرب من مقبرة قرية السنابس .. ونكل بأهل القرية والمتظاهرين عن طريق أستخدام أسلحة محرمة دولياً مثل ( مسيلات الدموع بشتى أنواعها .. والرصاص المطاطي .. والرصاص الحي الأنشطاري ) وكان عدد المتظاهرين يقدر بالالاف وكانوا يحملون اليافطات التي تعبر عن مطالبهم .. فبينما المصادمات محتدمة وهيا في ذروتها .. تقدمت قوات خاصة من الكامندوز عند شارع المقبرة وقد أطلقت الرصاص الحي بكثافة عالية .. فأصابت رصاصتين جسد أحد المواطنين المتظاهرين .. وهو الشهيد هاني خميس وهو من قرية السنابس .. الرصاصة الأولى في صدره والثانية في خاصرته من الجهة اليمنى .. فحمله الشباب المتظاهرين تحت صوت الرصاص الذي كان يتراشق عليهم كالمطر .. وكان الشهيد يلفظ أنفاسه الأخيرة .. حيث كان الدم يخرج من فمه بغزارة .. فحمل وذهب به الشباب إلى بيتهم وهناك فارق الحياة .. أحتدت المواجهات وبسبب عنفوانية المتظاهرين .. عمدت وزارة الداخلية لأستقدام طائرة عمودية ( هلوكبتر ) وخؤلتها برشق المتظاهرين بالرصاص الحي وكل انواع الأسلحة الخطيرة .. فما هيا إلا مدة زمنية قصيرة تعد بخمس دقائق على رحيل الشهيد هاني خميس .. حتى سقط الشهيد هاني الوسطي من قرية جدحفص .. أثر أطلاق الطائرة العمودية رصاصة أنشطارية .. أصابت رأسه مباشرة وبقية الاجزاء أصابت أحد المتظاهرين الواقف بقربه في يده .. وعلى أثر السرعة حمل الشهيد هاني الوسطي إلى سيارة من نوع ( بيك ب ) وقد حاولوا أخراجه من السنابس .. ولم يتمكنوا من ذلك إلا بصعوبة كبيرة .. وقد نقل للمستشفى السلمانية وقد فارق الحياة هناك .. فأظافت قافلة الشهداء شهيدين قتلوا ظلماً وبغياً برصاص الغدر من قبل قوات أثارة الشغب .. ومن هنا أعلن الشعب موقفه من تخليد ذكرى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في الحقبات الزمنية ( الخمسينات .. الستينات .. السبعينات .. الثمانينات .. التسعينات .. والألفية ) ليكون عيد الشهداء الأكبر 17 ديسمبر .. وهكذا جرى تخليد هذا اليوم من قبل الشعب عن طريق أحيائه بالطرق السلمية المطلبية على مطالب الشهداء الأبرار من أعادة الحياة البرلمانية ودستور 1973م .. بالأضافة إلى تقديم الجلادين والمعذبين وكل من تؤرط في الحقبة الأمنية التسعينية ومارس التنكيل عن طريق التعذيب والقتل والتشريد تجاه أبناء الوطن .. إلى أن جاء المشروع الأصلاحي المزعوم
قصة الشهيد علي جاسم :
وهكذا أستمرت قصة هذا الشعب .. حيث تم طرح الفعاليات والأنشطة الشعبية في هذا اليوم المخلد 17 ديسمبر 2007م .. ومن هذه الفعاليات .. المسيرة الجماهيرية في رأس رمان .. والتي تخرج كل عام للمطالبة بمطالب الشهداء الأبرار .. وتعبيراً كذلك للوفاء للشهداء من قبل الشعب .. إلا ان السلطات الأمنية الخليفية قد عممت على جميع أسلاك الداخلية بحالة الطوارئ تأهباً لهذا اليوم .. الذي ترفض فيه الحكومة من الأعتراف بالشهداء انهم شهداء وطن .. وترفض من معاقبة ومحاكمة المتؤرطين من الجلادين والمعذبين الذين قتلوا وسفكوا دماء هولاء الشهداء والالاف من المواطنين .. فلم تترك وزارة الداخلية خياراً للمواطنين .. حيث عمدت للمحاصرة قرية رأس رمان والعاصمة المنامة بأعداد هائلة من قوات الشغب .. وبسبب ما يؤمن به شعب البحرين من ضرورة أحياء هذا اليوم 17 ديسمبر .. خرجت مسيرات متفرقة في قرى مختلفة منها ( السنابس , جدحفص , الديه , المالكية , سترة , كرباباد , كرزكان , توبلي , جد الحاج , نويدرات , المنامة , النعيم , كرانة , الدراز , بني جمرة , أبو صيبع , البلاد القديم , سار , السهلة , باربار ) والكثير من المناطق أحياء للذكرى هذا اليوم .. ولكن الذروة في بادي الأمر قد أطلقت من قرية السنابس .. حيث تجم المئات من المواطنين عند مقبرة السنابس وخرجوا في مسيرة غاضبة وحاشدة بترديد هتافات ( هيهات ننسى الشهداء ) ( لن ننساكم يا شهداء ) وغيرها من الهتافات .. وقد سارت المسيرة في طرقات القرية .. إلى ان وصلت بالقرب من دوار مجمع الدانة وهنا تم قمع المسيرة بأستخدام القوة المفرطة من قبل قوات أثارة الشغب بأطلاق الرصاص المطاطي ومسيلات الدموع والقنابل الصوتية الأنشطارية .. وقد أنتقلت كل قوات أثارة الشغب من رأس رمان إلى السنابس بأعداد هائلة وحاصرت القرية من كل جانب .. وأشتدت المواجهات بشكل عنيف .. وقد تم تكسير سيارة مخابرات بالكامل .. وبعد ذلك هجمت قوات البغي الخليفية على قرية السنابس من كل الجوانب .. وهنا أحتدمت التصادمات بين قوات التنكيل والمتظاهرين .. وقد باغتت بعض القوات المدنية والعسكرية المتظاهرين .. وكان من ضمن الذين باغتتهم قوات الغجر .. شاب يسمى ( علي جاسم ) من سكنة جدحفص .. .. سقط بين أيديهم وقد أحاطوا به وقاموا بتوجيه الضربات ألى صدره وظهره وكافة أعضاء جسمه .. وكان هذا الشاب يتقلب على الأرض للشدة الضربات .. إلا انه أستطاع الفرار منهم بأعجوبة .. لكن بسبب الطلقات الكثيفة للمسيلات الدموع كان الجوء مسموماً وخانقاً .. سلك الطرقات الضيقة وهو يركض إلى أن وصل إلى قريته جدحفص ودخل بيته وهو يتلاقف أنفاسه .. وقد شاهده أخوه على هذه الحالة من التعب والأرهاق وصعوبة التنفس أثر أستنشاقه الغازات المسيلة للدموع وأعياء جسمه أثر التعذيب الوحشي الذي لقاه .. إلا أن الشاب علي جاسم لم يتمالك نفسه فسقط على الأرض .. وهنا تعجب أخيه .. فأتصل سريعاً بالأسعاف لكي يأتون إلى المنزل .. لكنهم تأخروا .. فقام أخيه وأخذه إلى المستشفى الدولي سريعاً .. لكن شاء الله أن تفيض روحه الطاهرة مظلومة قبل وصوله إلى المستشفى الدولي .. وبهذا يظهر الله برهان الحق ويسقط عيدهم المصطنع ويؤكد بمشئيته أن عيد الوطن هو عيد الشهداء الأبرار .. فهذه حكمة الله تتجلى وتسقط جبروتهم .. فكلمة الله هيا العليا .. فهئنياً لك يا شهيدنا الغالي علي .. أنت قرباناً لأحقاق الرسالة الألهية لهذه الحكومة المحتلة .. كرامة ما أكبرها من كرامة شرفها الله بك .. هنئياً لك الشهادة .. وسوف نطالب بقدر روحك المهدورة ظلماً وعدواناً .. ولن تذهب رؤحك سدى .. بل سنقتص أن شاء الله من كل روح ظلمتك وظلمت هذا الشعب المسالم في هذا اليوم المخلد
ويبقى 17 ديسمبر .. عيد الشهداء الأكبر